استطاعت مواقع السوشيال ميديا أن تقرب وجهات النظر وأن تجمع أناس فرقتهم الأزمان والمسافات، وسهلت السؤال والاهتمام. وأتاحت إمكانية تبادل الخبرات، والحصول على المعلومات الهامة من عدة مصادر، مما يسمح بالإبداع، وبناء الوعي المناسب. فكم مرة استطعت أن تصل لأصدقاء طفولتك بعد أن أصبحت رجل أربعيني؟ وكم مرة تعثرت في حساب حبيبة المراهقة أثناء تجولك وسط زحام مواقع السوشيال ميديا؟
أضرار مواقع السوشيال ميديا
وإن كان “السوشيال ميديا” قد مكنت الكثيرين من أنت صناعة شجرة العائلة وجمعت الأقارب من شتي بقاع الأرض، وانجز بفضلها الكثير والكثير من المهام، واتاحت مجالاً للعمل من المنزل، وأصبح العالم كقرية صغيرة بفضل مواقع السوشيال ميديا.. إلا أنها تضع السم في العسل وتضر أحيانا أكثر مما تنفع وإليكم في هذا المقال أضرار السوشيال ميديا.
- قطع صلة الرحم
حولت السوشيال ميديا صلة الرحم من زيارات وتجمعات عائلية في الأعياد والمناسبات، إلي رسائل ترسل للجميع.. وأحياناً تكون الرسائل علي هيئة فيديو “قطة توم” مثلاً تتحدث بصوت مزعج.. تهنئ الأهل والأصحاب بالعيد بمقولتها الشهير “أنا قولت اسبقك يا زميلي وأقولك كل سنة و أنت طيب ومتنسنيش في اللحمة ” ليغلق بعدها المرسل هاتفه بضمير مرتاح، فها قد أنهى بذلك من وجهة نظرة صلة الرحم علي أكمل وجه.
- خراب البيوت
فاقت صفحات السوشيال ميديا “أم خديجة المغربية” والسحر الأسود في خراب البيوت وتفريق الأزواج.. وذلك بسبب لجوء الكثير من الأزواج لبعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لطلب النصيحة في المشاكل الزوجية.
فتوارد تعليقات “طلقها وارميها عشان تتربي “، “ياختي هو اخر راجل اطلقي واشتغلي الدنيا مش هتقف “، “هكري تليفون جوزك والطريقة موجوده عشان تتأكدي من خيانته “، “أنتي مش ملزمة بخدمته ده فضل وليس واجب ” ونصائح ذهبية آخري لهدم وخراب البيوت.
- الواجبات الزائفة
بعد أن كان واجب العزاء هو التكاتف والوقوف بجانب أهل المتوفي.. بات في وجود السوشيال ميديا يختصر في كلمات “البقاء لله ” وتكتب في تعليق علي منشور أو ترسل في رسالة لذوي المتوفي. ناهيك عن الصراع الأزلي حول كلمة مثواه هل يقصد بها مكانه في الجنة أم مكانه في النار وذلك ليكون العزاء علي السوشيال ميديا بشكل صحيح و والله ما قصرت.
اقرأ أيضاً: مصطلحات السوشيال ميديا الأشهر مع الشرح.. لا يفوتك
أيضا نكتفي بإرسال “ألف مبروك” ، “حمداً الله علي سلامتك أنتي والمولود” ألف سلامة عليك”.. كما أصبح سؤالنا علي بعضنا البعض، مجرد رسالة مكتوبة أو صوتية، لتزداد بذلك المسافات بدلاً من تقلصها.
مخاطر استخدام السوشيال ميديا
- وسيلة للتنمر
أصبحت صفحات السوشيال ميديا تستخدم كوسيلة لإثبات الذات، و إرضاء النقص.. فهناك عدد لا بأس منه من المتنمرين، يتلذذون بتدمير نفسية أي شخص، و بكل سماجة تُكتب التعليقات التي تسخر من شكل ولون وملابس الأشخاص! ويصل الحد بالتنمر علي الأطفال أيضاً دون رحمة لمجرد أنهم أبناء مشاهير.
- وسيلة للـشائعات
فبين لليلة وضحاها تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم.. فتجد من يخرج عليك بخبر وفاة شخص منعم بالحياة وسط أحبائه.. يطلقون فلان ويزوجون علانه.. ناهيك عن زيادة نسبة المتطفلين، الذين يتسللون و يراقبون حياة الأخرين. كما يبدون آرائهم حتي و إن لم يُطلب منهم ذلك، فهم يرون أن هذا واجب قومي عليهم أن يؤدوه على أكمل وبأي شكل.
- إنهاء العلاقات
فالتحدث من وراء شاشات الهواتف، دون أن ترى تعبيرات الوجه، وردود الأفعال؛ جعل المقصود يترجم من المكتوب فقط وليس المقصود الفعلي، وأصبحت المشاكل تنهال.. في حين يقسم لك الطرف الأخر أنه يمزح، وتصر أنت على أن كلماته كانت جادة ليس بها مزحة.. وأخر يكرهك في نفسه ويحبك في حروفه فتظنه صديقاً محباً وليس عدو.. وهكذا باتت تستخدم حروفك ضدك، وباتت تبعدنا مواقع السوشيال ميديا علي عكس ما تخيلناه بأنها تقربنا.
السوشيال ميديا تضع السم في العسل
تبث السوشيال ميديا سموماً تقنعك بـأن الأقارب عقارب، وأن العمة عقربة، وأن الخال مش والد، والعم مش سند.. إضافة إلى إقناعك بـأن الصديق حتما سيخون، وأنك وحيد و محطم، وأنك حينما تعمل خيراً تلقى شراً، والكثير من تلك الأمثال والحكم الفيسبوكية وما على شاكلتها.
اقرأ أيضاً: كلام سوشيال ميديا جديد 2022
فالسوشيال ميديا هدمت جميع القيم التي تربى عليها أجيال، وأطاحت بالعادات والتقاليد أرضاً.. إضافة إلى كم هائل من السموم التي تحاول الميديا جاهدة حقنها في جسد من هم علي أتم الاستعداد لاستقبالها. لذلك عليك عزيزي القارئ ألا تقع ضحية لتلك الأفكار، وألا تتلذذ بالعسل وتنسى أن فيه سماً عليك الحذر منه و تذكر دائماً أن مواقع السوشيال ميديا ضررها أكبر من نفعها.
المصادر: ويكيبيديا – اليوم السابع – عربيBBC