تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم وأحدث الأدوات في حياتنا اليومية التي يتفاعل معها الجميع، بما فيهم الأطفال والمراهقين. ويزاد الوقت المنقضي على تلك المنصات يوماًً بعد يوم. لذا فإن دور وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين يعد موضوعًا هامًا يجب التركيز عليه.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
فبمجرد أن يمتلك الأطفال هاتفًا ذكيًا واتصالًا بالإنترنت، يتمكنون من الوصول إلى محتوى كبير ومتنوع على شبكة الإنترنت. يمضي الأطفال والمراهقون ساعات طويلة يوميًا في استخدام هذه المنصات الرقمية.
الأمر الذي يترك للسوشيال ميديا مجالاً واسعاً للتأثير على مختلف جوانب حياة الأطفال والمراهقين. ومنها تأثيرها على العواطف والعلاقات الاجتماعية، وعلى النظرة الذاتية وصورة الجسم، وعلى الأداء الأكاديمي والسلوك الاجتماعي لهذه الفئة العمرية.
سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي
ومن بين الأثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، التنمر الإلكتروني، حيث يتعرض بعض الأطفال والمراهقين إلى الإيذاء والتنمر من قبل زملائهم عبر هذه المنصات.
كما يتسبب التعرض للمحتوى السلبي المنتشر بكثرة على تلك المنصات، في إثارة القلق والتوتر وتصوير الواقع بصورة سلبية.. مما يؤثر على الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين.
بجانب ذلك، يتم نشر العديد من الإشاعات والأخبار الكاذبة على هذه المنصات. وهذا يؤثر على قدرة الأطفال والمراهقين على التمييز بين الحقيقة والخرافة. ويمكن أن يؤدي هذا إلى انحراف قناة تفكير الأطفال والمراهقين وترسيخ أفكار خاطئة قد تسهم في الإفساد العام لأفراد المجتمع.
أيضا يمكن أن تؤثر السوشيال ميديا على صحة الأطفال والمراهقين بالنسبة للنظرة الذاتية وصورة الجسم، حيث يقوم العديد منهم بنشر صور خاصة بهم على هذه المنصات، ويعرضون أنفسهم للمقارنة بين بعضهم البعض، وهذا يؤثر على التصور الذاتي والصحة النفسية.
مدربة المهارات الحياتية رزان كيلاني تستعرض لـTRT عربي كيفية معالجة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والحدّ من الإفراط في استخدامها pic.twitter.com/4ReYvNllO3
— TRT عربي (@TRTArabi) January 2, 2023
ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي
ولكن على الرغم من هذه الأثار السلبية التي تم الحديث عنها، فإنه يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي فرصة جيدة للأطفال والمراهقين للتعلم وتوسيع دائرة معارفهم والتفاعل بشكل إيجابي مع المحتوى.
فالمنصات الثقافية والترفيهية والتعليمية الهامة مثل يوتيوب وريديت وتويتر يمكن أن تقدّم فرصة رائعة للتعلم والانفتاح على ثقافات مختلفة وصقل المهارات الاجتماعية. كما يمكن استخدام السوشيال ميديا لنشر الأفكار الإيجابية وتشجيع النقاشات السليمة والبناءة.
ولحماية الأطفال والمراهقين من الأثار السلبية، يجب علينا التحدث معهم عن أهمية الاستخدام الصحيح وسائل التواصل الاجتماعي، وتثقيفهم حول كيفية تحديد المحتوى الضار والمخادع. وتثقيفهم حول الخصوصية، وتنبيههم بعدم نشر صورهم ومعلوماتهم الشخصية على المواقع الاجتماعية. لأن ذلك قد يمكن الغرباء من استغلال هذه المعلومات لمحاولة التواصل مع الأطفال وإيذائهم.
وينبغي أيضًا على الآباء والمربين والمجتمع أن يقوموا بمراقبة استخدام الأطفال والمراهقين للسوشيال ميديا وتحديد الوقت المناسب ومدة الاستخدام.