لماذا خرجت قبيلة “ماشكو بيرو” من عزلتها؟ هل تُواجه خطرًا حقيقيًا؟

بيرو – تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو نادرة لأفراد قبيلة “ماشكو بيرو” الأصلية، وهم يخرجون من موطنهم النائي في غابات الأمازون بحثًا عن الطعام.

أظهر مقطع فيديو متداول أفراد قبيلة ماشكو بيرو وهم حفاة الأقدام، بشعر طويل، يتجولون على ضفاف نهر قريب من منطقة تواجد شركات قطع الأشجار.

قبيلة ماشكو بيرو

وذكرت منظمة “سرفايفل إنترناشونال” المدافعة عن حقوق الشعوب الأصلية، أن أفراد القبيلة شوهدوا بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة وهم يخرجون من الغابات بحثًا عن الطعام، وذلك بسبب تزايد تواجد قاطعي الأشجار في المنطقة.

وأظهرت الصور التي نشرتها المنظمة عشرات من أفراد القبيلة وهم يتجمعون على ضفاف نهر في منطقة مادري دي ديوس في جنوب شرق بيرو. كما شوهد أكثر من 50 شخصًا من أفراد القبيلة في الأيام الأخيرة بالقرب من قرية تابعة لشعب يين تسمى “مونتي سلفادو”.

اقرأ أيضًا: عادات وتقاليد غريبة قد لا تصدق أنها موجودة

وجدير بالذكر أن قبيلة “ماشكو بيرو” تُعرف بكونها من أكثر القبائل عزلة في العالم، حيث تعيش في منطقة تقع بين محميتين طبيعيتين في “مادري دي ديوس”، ونادرًا ما يظهر أفراد القبيلة ولا يتواصلون كثيرًا مع العالم الخارجي، مما يجعل من هذه المشاهد حدثًا استثنائيًا.

صورة لقبيلة ماشكو بيرو

وتُسلط هذه الصور ومقاطع الفيديو المتداولة الضوء على المخاطر التي تواجهها الشعوب الأصلية المنعزلة نتيجة للوجود المتزايد لقاطعي الأشجار بالقرب من أراضيهم، وفيما يبدو ويبدو أنهم يحاولون الابتعاد عنهم.

قبيلة ماشكو بيرو ويكيبيديا

تعود جذور قبيلة ماشكو بيرو إلى حضارات الأمازون القديمة، لكن تعرضوا لموجة من العنف والقهر في أواخر القرن التاسع عشر، حيث قُتل وجُرح العديد منهم على يد جيش كارلوس فيتزكارالد، بينما تم استعباد آخرون.

بعد هذه المأساة، انسحب الناجون من القبلية إلى أعماق غابات الأمازون، باحثين عن ملاذ آمن بعيدًا عن التهديدات الخارجية. عاشوا حياة منعزلة لقرون، معتمدين على الصيد وجمع ثمار الغابات للبقاء.

ومع مرور الوقت، واجهت القبيلة تحديات جديدة، أدت أنشطة التنقيب عن النفط والغاز، وقطع الأشجار غير القانوني، والتعدين على نطاق واسع إلى تدمير موطنهم الطبيعي وتقليص موارد طعامهم.

وفي عام 2012، تم نشر صور نادرة لأفراد القبيلة، أثارت قلق المجتمع الدولي بشأن سلامتهم واستمرار وجودهم، حيث يُقدر عدد أفراد ماشكو بيرو حاليًا بنحو 800 شخص، يعيشون في عزلة داخل محمية مادري دي ديوس في جنوب شرق البيرو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *