خلل تقني يضرب أنظمة حيوية.. كراود سترايك تُعلن عن تحديث خاطئ كمسبب محتمل

ضرب عطل تقني مفاجئ أمس الجمعة أنظمة الحاسوب في العديد من القطاعات الحيوية حول العالم، مما تسبب في شلل شبه كامل لعمل وسائل الإعلام والمستشفيات والمطارات. وشمل العطل أنظمة شركة “كراود سترايك” للأمن السيبراني، وشركة “مايكروسوفت”، مما أدى إلى تعطل أنظمة التشغيل وبرامج الحجز والتسجيل في مختلف المنشآت المتضررة.

خلل تقني يضرب العالم

وسائل الإعلام: واجهت صناعة الإعلام تحديات جمة جراء هذا التأثير، حيث عانت العديد من المؤسسات من صعوبات كبيرة في نشر الأخبار وتحديث مواقعها الإلكترونية. تأثرت أنظمة البث المباشر بشكل كبير، مما أدى إلى انقطاع أو تشويش في بث البرامج الإخبارية والبرامج الحوارية. كما واجهت أدوات التحرير والنشر أعطالاً وتأخيرات، مما أعاق عمل الصحفيين في إعداد وتقديم المحتوى الإعلامي.

اقرأ أيضًا: الإعلامية العراقية فيان الجاف تنتحر قفزًا من مبنى في أربيل

المستشفيات: لم يكن القطاع الصحي بمنأى عن التأثيرات السلبية، حيث تعطلت أنظمة إدارة المرضى والملفات الطبية في بعض المستشفيات. أدى ذلك إلى صعوبات في تقديم الخدمات الطبية بشكل طبيعي، وتأخر في تشخيص الأمراض، وتأجيل مواعيد العمليات الجراحية، مما عرّض حياة المرضى للخطر.

اقرأ أيضًا: بعد تسريبه لـ”GTA 6″.. سجن مراهق بمستشفى مدى الحياة

المطارات: تأثرت حركة النقل الجوي بشكل كبير، حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها الجوية أو تأخرتها بشكل ملحوظ. ويعود ذلك إلى تعطل أنظمة تسجيل الوصول وحجز التذاكر، بالإضافة إلى أنظمة المراقبة الجوية، مما أدى إلى فوضى عارمة في المطارات وتسبب في إزعاج المسافرين.

عطل مايكروسوفت

وعلى الفور، اتخذت شركتا “كراود سترايك” و”مايكروسوفت” خطوات عاجلة للتعامل مع هذا الخلل. فقد أعلنت “كراود سترايك”، وهي شركة متخصصة في الأمن السيبراني، علمها بالمشكلة وأكدت على سعيها الدؤوب لإصلاحها بأسرع وقت ممكن. بينما أوضحت “مايكروسوفت”، وهي الشركة المسؤولة عن تشغيل العديد من البرامج المتأثرة، أنها تواصل التعامل مع تداعيات الخلل في تطبيقات مايكروسوفت.

اقرأ أيضًا: فوري تنفي تسريب بيانات العملاء بعد تعرضها لهجوم إلكتروني

وإلى جانب الجهود المبذولة من قبل الشركتين المذكورتين، سعت الجهات المعنية في مختلف الدول إلى إصلاح الخلل وإعادة عمل الأنظمة المتضررة إلى طبيعتها. ونُشرت تقارير تفيد بتضافر الجهود الحكومية والفنية في محاولة جماعية للتغلب على هذه الأزمة.

اقرأ أيضًا: هبوط سهم فوري بنسبة 4.59% بعد أنباء اختراق بيانات الشركة

ولكن، لم تقتصر تأثيرات هذا العطل على الجانب التشغيلي فقط، بل ألقت بظلالها أيضاً على الاقتصاد العالمي. فقد تكبدت العديد من الشركات خسائر مالية كبيرة جراء توقف عملياتها أو تأخرها، كما تأثرت أسواق المال بشكل ملحوظ.

عطل تقني يشل المطارات والشركات
عطل تقني يشل المطارات والشركات │ القاهرة الإخبارية

وتُشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة هذا العطل قد تصل إلى مليارات الدولارات، ممّا يُسلط الضوء على أهمية الاستثمار في بنية تحتية رقمية قوية وموثوقة، وقدرة على التعامل السريع مع الأزمات التقنية.

اقرأ أيضًا: وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري ضيفا في برنامج “حديث القاهرة”

وبينما لا تزال الجهود جارية لإصلاح الخلل بشكل كامل، تُؤكد هذه الأحداث على ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين مختلف الدول والشركات لتفادي وقوع مثل هذه الأزمات في المستقبل، وضمان استمرارية عمل الأنظمة الحيوية وتقليل مخاطرها على الاقتصاد العالمي.

شركة كراود سترايك ويكيبيديا

واجه العالم خللًا تقنيًا واسع النطاق أثر على المطارات والبنوك والقنوات التلفزيونية. في البداية، تم توجيه الاتهامات إلى شركة ميكروسوفت، صاحبة نظام التشغيل Windows الأكثر انتشارًا في العالم.

لكن سرعان ما خرجت شركة CrowdStrike، المتخصصة في الأمن السيبراني، بتصريح يرجح أن يكون آخر تحديث أصدرته هو السبب وراء هذا الخلل؛ حيث أعلنت CrowdStrike مؤخرًا عن تحديث لمنتجها Falcon، مشيرة إلى أنه سيُحسّن من سرعة ودقة كشف الاختراقات الأمنية. وبعد وقوع الخلل، أصدرت الشركة بيانًا توضح فيه أن المشكلة قد تكون ناتجة عن هذا التحديث، وأنها تعمل على سحبه وإصلاح الخلل.

أسبابا العطل التقني العالمي
أسبابا العطل التقني العالمي│ القاهرة الإخبارية

تجدر الإشارة إلى أن CrowdStrike هي شركة أمريكية رائدة في مجال الأمن السيبراني، وتساعد الشركات على حماية بياناتها من الهجمات الإلكترونية؛ وقد شاركت الشركة في مكافحة العديد من الهجمات البارزة، مثل اختراق سوني بيكتشرز عام 2014، وهجمات DNC عامي 2015 و 2016.

لا تزال التحقيقات جارية لتحديد سبب الخلل بشكل دقيق، لكن تبقى CrowdStrike المرشح الأقوى حتى الآن، وتعمل الشركة جاهدة لحل المشكلة والتخفيف من حدوث أي أضرار أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *